المرأه المطلقة فاشلة ام ضحية لرجل فاشل


الطلاق يُعتبر الطّلاق من أكثر المشاكلِ انتشاراً في وقتنا الحالي؛ فيشكّل الطّلاقُ خطراً كبيراً على تفكك الأسرة، وضياع الأطفال ويقع الطّلاق بعد الخصامِ الشّديد بين الزّوجين، واستحالةِ الحياةِ الزّوجيةِ. انتشرت ظاهرةُ الطّلاق في وقتنا الحالي بشكلٍ كبير، كما قلّت حالات الزّواجِ بسبب الخوفِ من الانفصال فيما بعد، فلا يوجدُ الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون تحمل المسؤولية، وخاصةً عند الزواجِ بعمرٍ مبكّر.
أسباب الطلاق
 *-الخيانة سواء كانت من قبل الزوج أم الزوجة:
وهي من أهم وأولى الأسباب لاتخاذ قرار الطلاق؛ إذ إنّ الزواج لا بد أن يقوم على قواعد الوفاء والإخلاص من الطرفين حتى يدوم ويستمر بهدوء، فإذا حدثت الخيانة من أحد الطرفين اهتز أساس البيت واختل توازنه وانعدمت الثقة ودخل الشك في العلاقة، لتتطور إلى حدوث النزاعات الكبيرة التي تنهي العلاقة وتقتلها تماماً ويكون مصيرها الطلاق الحتمي.
*- سوء المعاملة :
حيث إنّ الدين الإسلامي شرع الزواج لتحقيق الهدوء والسكينة والمودة بين الزوجين على أساس من الرحمة والاحترام والتقدير المتبادل؛ فإذا تعرّض أحد الزوجين لسوء التعامل أو التحقير أو الأذى البدني أو النفسي من الآخر بالضرب أو التجريح اللفظي بصورة متكررة فإنه يولّد شرخاً صعب ترميمه ويدخل المتضرر بحالة من الكآبة والحقد والإحباط والكره، فيكون وقتها الطلاق هو الحل لإنهاء المعاناة.
*- الأوضاع المالية :
حيث إنها أصبحت من أهم العوامل وراء الطلاق حالياً بسبب ارتفاع تكاليف الحياة والفقر والبطالة وتدني مستوى الرواتب، لذا فإن عجز الزوج عن تأمين احتياجات زوجته من المسكن أو الملبس أو المأكل، يولد مشاحناتٍ لا تنتهي بين الزوجين تؤدي في كثير من الأحيان إلى طلب الطلاق، لذا لا بد من السعي المشترك بين الزوجين لتأمين مصادر دخل مناسبة لتأمين حاجات المنزل والحفاظ على استمرار الحياة الزوجية.
 *-عدم التوافق في العلاقة الخاصة :
وهي من العوامل التي تزعج أحد الطرفين أو كليهما وتهدد استمرار العلاقة الزوجية، لذلك لا بد من علاج الأسباب التي تجعل أحدهما أو كلاهما ينفر من الآخر أو ليس لديه الرغبة في ممارسة العلاقة الخاصة.
 *-الملل :
وهو من أكثر الأسباب شيوعاً لإتمام الطلاق؛ خاصة بعد مرور أعوام طويلة على الزواج، حيث يدخل الروتين والتكرار في أجواء الحياة الزوجية وينعدم التجديد أو التغيير داخلها مما يولّد شعوراً بالملل والرتابة قد يؤدي إلى الطلاق، لذا لا بد من إجراء التجديد من قبل الزوجين للحفاظ على دوام المحبة والشوق واللهفة بينهما.

حق المرأة في إنهاء العلاقة الزوجية
يعتقد كثير من الناس، أن الرجل وحده هو الذي يملك حق انهاء العلاقة الزوجية، وهو وحده صاحب قرار الطلاق، وان المرأة لا تملك هذا الحق، والحقيقة غير ذلك، فالتشريع الاسلامي في نظامه الفريد أعطى المرأة حق انهاء العلاقة الزوجية، كما اعطى للرجل ذلك، وجعل لإنهاء العلاقة الزوجية من قبل المرأة عدة اشكال فمثلا
*-فللمرأة الحق في ان تشترط على زوجها ان تكون العصمة بيدها ـ بمعنى ان أمر الطلاق لها فتطلق نفسها وقت ما تشاء ـ وفي هذه الحالة تطلق المرأة نفسها وتستحق جميع حقوقها، وكأن الزوج هو الذي طلقها، فلا ينقص من حقها شيء
*- كذلك ان تطلب التفريق بينها وبين زوجها للضرر، اذا لحقها منه ضرر بالغ فيفرق بينهما القاضي، وتستحق كذلك جميع حقوقها من دون أي نقصان، 
*- ولها حق طلب الخلع من الزوج وفي هذه الحالة فقط تنفصل المرأة عن الرجل، ولكنها تتنازل عن حقوقها لعدم وجود سبب لإنهاء العلاقة الزوجية، فليس من العدل حينئذ تغريم الرجل بالمستحقات، وهو متمسك بالعشرة بينهما. 


نظرة المجتمع للمطلقة :

المجتمع حتى اليوم لم يستطيع تغيير وتبديد النظرة السلبية للمرأة المطلقة، فهي الفريسة السهلة، وبسبب وضعها "ليس لديها ما تخسره"، لأنه وللأسف لا يزال مجتمعنا العربي يربط الطلاق بـ"أوهام جنسية". وتصبح المطلقة كالعورة، ومدانة ويحكم عليها سلبيًا، مهما كانت أسباب قرارها بالطلاق. وهذا ما يدفع المرأة في كثير من الأحيان إلى الرضى بمرّ الحياة الزوجية مقابل أن تبقى على اسم زوجها، فالوقوع بين أنياب المجتمع ليس بالشيء السهل.

المرأة المطلقة في نظرة المجتمع سلعة مستعملة غير مرغوب فيها، فالرجل الشرقي يفضّل المرأة البكر وينظر للمرأة المطلقة نظرة دونية وكأنها ارتكبت جريمة، وتصبح مطمعاً للكثير منهم، باعتبار أن المرأة ليست سوى أداة لإمتاع الرجل جنسياً. 

الجريمة الوحيدة هنا إذاً أنها شجاعة وواضحة وقررت أن تنهي موقفاً لا يتناسب مع حياتها، هذا إذا كانت هي من طالبت بالطلاق، أما إن كان الرجل هو من انفصل عنها فهنا "عقوبتها الكبرى!".

المشكلة إذاً لا تكمن في الطلاق أو الزواج أو الترمّل بل في كيفية نظر المجتمع إلى المرأة كونها مخلوقاً ضعيفاً لا يعلم شيئاً عن الحياة والجنس وتقوم بدور التابعة لأبيها وأخيها وزوجها، فخيار استقلالها، هو أمر لا يتقبله الكثير.

فالمرأة  كائن بشري له أحاسيس ومتطلبات قد يراها البعض تافهة بسبب ذكورية مجتمعنا، لكن من حقها أن تختار كيف تريد أن تكمل حياتها ومع من؟ وهي لم تعد العالة أو الفرد المنقوص أو الدرجة الثانية، فهي الطالبة والأم والعاملة والمعيلة ولها شخصيتها وكيانها وتشارك في القرارات الاقتصادية والاجتماعية كما يفعل الرجل تماماً، عدا أن "المطلقة" الواثقة بنفسها هي الأقل تأثراً بواقعها الجديد، فهي ليست بحاجة الرجل ليكملها ولا حتى ليدعمها... فإذا كانت مترددة في قرار الانفصال حتى الآن فهذا بسبب نظرة المجتمع لها إلى جانب الوضع الاقتصادي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

iphone12

ايمان عادل

فريضة الحج 2020